%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%B3%D9%8A%D8%AE%D9%88%D9%85%D8%AA%D8%B1%D9%8A%20%D8%B9%D9%82%D8%A8%D8%A9%20%D8%A3%D9%85%D8%A7%D9%85%20%D8%AF%D8%AE%D9%88%D9%84%20%D8%B7%D9%84%D8%A7%D8%A8%D9%86%D8%A7%20%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%A7%D9%85%D8%B9%D8%A7%D8%AA - ارشيف موقع جولاني
الجولان موقع جولاني الإلكتروني

امتحان البسيخومتري عقبة أمام دخول طلابنا الجامعات
الجولان - «جولاني» - 14\08\2011
يعتبر امتحان البسيخومتري عقبة حقيقية تحول دون قبول طلابنا إلى الجامعات. وإذا قبل الطالب فإنه غالباً لا يتمكن من الدخول إلى الكلية التي كان يرغب بها، وإنما يرضى بالكلية التي تخوله علامة البسيخومتري الدخول إليها، مع أن إمكانياته الحقيقية تؤهله لأفضل من ذلك.


طلاب في إحدى دورات التحضير للبسيخومتري

نحاول من خلال هذا التقرير الوقوف على إشكالية امتحان البسيخومتري، والتساؤل فيما إذا كانت أسباب فشل طلابنا في اجتيازه موضوعية، أو أن هناك أسباباً أخرى تكمن وراء هذا الفشل. ومن أجل ذلك التقيا بثلاثة شباب أخذوا على عاتقهم العمل على تحطيم «أسطورة البسيخومتري»، والإثبات أنه امتحان مثل سائر الامتحانات يمكن اجتيازه إذا ما تم التحضير له بالصورة المطلوبة. ومن أجل ذلك شرعوا ببرنامج تعليمي على طريقتهم، يعتقدون أنه سيحضر طلابهم لخوض الامتحان بنجاح والحصول على علامات جيدة.


طلاب في إحدى دورات التحضير للبسيخومتري

الشباب الثلاثة هم أسامة العجمي، جولان أبو صالح ووئام الحلبي، يعتبرون أن جهل الطلاب بأهمية امتحان البيسخومتري ووزنه الرئيسي في شروط القبول للجامعات، والوقت القليل الذي يقضيه الطالب في الاستعداد له، هي المشكلة الرئيسية، وإذا ما تم التعامل مع ذلك بالصورة الصحيحة فإن الكثير من المشاكل ستحل.


أسامة العجمي

أسامة العجمي يعود لتاريخ ظهور امتحان البيخومتري، ويقول أنه بدأ العمل به اعتباراً من العام 1981، حيث قررت الجامعات تأسيس ما يسمى بالمركز القطري للامتحانات والتقييم، وذلك لتحديد طرق وشروط القبول للجامعات، فتم اعتماد امتحان البسيخومتري. الامتحان لا يقيس ذكاء الطالب، وإنما يقيس مدى جاهزية الطالب واحتمالات نجاحه على مقاعد الدراسة. ومن هنا فإن التحضير المسبق والجيد للامتحان يحسن بصورة ملموسة من إمكانيات النجاح والحصول على علامات جيدة، والسر يكمن في تعلم تقنيات وأساليب واستراتيجيات تعتبر ضرورية للحصول على علامات عالية في هذا النوع من الامتحانات. للأسف الوضع الحالي عندنا في الجولان مزر، والعلامات التي يحصل عليها طلابنا غير كافية ودون المتوسط بكثير. فإذا كان متوسط العلامات في الوسط اليهودي 560 وفي الوسط العربي عامة 460 فإنه في الجولان يقف عند 430، في حين أن الحد الأدنى المطلوب لدخول كليات مثل المعلوماتية والطب والمحاماة والهندسات بصورة عامة هو 560، وهذا حقاً يثير الكثير من التساؤلات حول أسباب هذا المستوى المتدني، وعلى من تقع مسؤولية ذلك.


جولان أبو صالح

أما جولان أبو صالح فيقول أنه يجب النظر إلى امتحان البسيخومتري من منظورين: المنظور الأول هو منظور الأهمية، أما الثاني فهو منظور الصعوبة.

من ناحية الأهمية فإن هذا الامتحان يشكل ما يقارب الـ 75% من شروط القبول للجامعة. عندما تحسب علامة القبول للجامعات فإن نتيجة امتحان البسيخومتري تشكل 75%، بينما يشكل معدل البكلوريا ما وزنه 25% في المواضيع الرئيسية وقد يصل في المواضيع الثانوية إلى 50%. وإذا ما أخذنا ذلك في الاعتبار فإنه من المفروض أن يكون معظم جهد الطالب موجهاً على التحضير للبسيخومتري، ولكن هذا لا يحصل في الواقع، بل أن مجمل جهد الطلاب عندنا يذهب في التحضير لامتحانات البكلوريا. الطالب يحضر أشهراً لامتحان البكالوريا، بينما يكتفي بأسبوع واحد للتحضير لامتحان البسيخومتري، وهذا وضع غير منطقي، ويعبر عن قلة الوعي الموجود عن الطالب لأهمية امتحان البسيخومتري. وهنا يأتي دور الأهل بتوعية ابنائهم بأن علامة البسيخومتري تشكل العامل الأهم في القبول للجامعات.

من ناحية الصعوبة فإنه من دون شك امتحان صعب، ولكنه ليس مستحيلاً. النظرة السائدة لدينا هنا أن الحصول على علامة جيدة في البسيخومتري هو أمر مستحيل، ولكن هذا غير صحيح. السبب في ذلك أن الطالب لا يتم تحضيره كما يجب للامتحان، فالطالب على سبيل المثال يحضر لامتحانات البكلوريا على مدى عدة سنوات، ويخوض العشرات من امتحانات التجربة في المدرسة، وبهذا يصل الامتحان وهو مجهز نفسياً ويعرف كيف يتعامل معه، بينما في حالة البسيخومتري فإنه لا يحتك مع ذلك في المدرسة أبداً، وفي أحسن الأحوال يبدأ التحضير في الصف الثاني عشر بدورة متواضعة، بل أن معظم الطلاب يحتكون مع امتحان البسيخومتري لأول مرة بعد إنهائهم الثانوية، ولهذا يكون الامتحان بالنسبة لهم مبهما وعالماً جديداً. وهنا يأتي دور الاستعداد من خلال دورات تحضر الطلاب وجعلهم يحتكون مع هذا الامتحان بصورة معقولة. حتى الآن لم تفلح هذه الدورات بتحضير الطلاب كما يجب للامتحان، ولهذا لا نرى طلاباً يحصلون على علامة 700 أو حتى 600، إلا قلة قليلة جداً، وهذا أمر مؤسف حقاً. فقدرات الطلاب عندنا في الجولان هي قدرات هائلة، وهي بحاجة إلى من يخرجها من داخلهم ليعطوا أفضل ما عندهم.


وئام الحلبي

وئام الحلبي يقارن نسبة القبول بين طلاب الجولان المحتل للجامعات مع زملائهم من الوسط العربي في إسرائيل، ويقول أن نسبة الطلاب العرب في الكليات التي تحتاج لشروط قبول عالية مثل الطب والمحاسبة والمحاماة والهندسات في معهد التخنيون لا بأس بها، ولكن هذا الأمر لا ينطبق علينا في الجولان والأمر مقلق، إذ يبقى تواجد طلابنا دون المطوب، وحسب رأييه أن هناك أكثر من مشكلة. المشكلة الأولى هي الوضع السياسي لأهل الجولان، ثم وضعنا كأقلية في دولة إسرائيل، والمشكلة الثالثة هي عقبة امتحان البسيخومتري. هذه المشكلة تنبع لأن طلابنا وأهلهم والمدارس لا يقيمون الوزن الصحيح لهذا الامتحان، الذي يشكل بين 70%-75% من العلامة الموزونة للقبول للجامعة. الطالب يدرس 12 سنة استعداداً لامتحانات البكلوريا، ولكنه يدرس شهرين أو ثلاثة استعداداً للبسيخومتري، وهنا يرى أنه يحب الاهتمام أكثر بامتحان البسيخومتري من قبل الطلاب والأهل والجهات المعنية.

 رابط لمجموعة "معك حتى الجامعة" على الفيس بوك